خالد حنفي من اكبر تجمع للاقتصاديين العرب "المؤتمر العلمي السنوي 19 للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية-بيروت" يطالب بتأسيس"تكتل صناعي عربي للطاقة النظيفة": تطوير "الموانئ والبورصات الخضراء" سيخفض كلفة التجارة 10–20 في المئة

  • الجمهورية اللبنانية
  • 8 ديسمبر 2025
9

رأى أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، خلال كلمة له في جلسة "الطاقة النظيفة والتنافسية والتجارة في الاقتصاداتالعربية"، ضمن أعمال المؤتمر العلمي السنوي 19 للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية الذي يعدّ اكبر تجمع للاقتصاديين العرب واستضافته العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة 5-6 ديسمبر (كانون الأول) بعنوان: "تعزيز القدرة التنافسية للاقتصادات العربية في ظل المستجدات الاقليمية والعالمية"، وذلك تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام، وبحضور وزير الاقتصاد والتجارة في لبنان عامر البساط، ورئيس الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية محمود محي الدين، وأمين عام الجمعية والمنسق العام للمؤتمر الدكتور أشرف العربي، ومستشارة رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتورة جيهان صالح، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 100 شخصية أكاديمية وبحثية من العالم العربي، أنّه يمكن للدول العربية أن تتقدم بقوة داخل سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية، إذا تعاملت مع التحول الجاري في أسواق الطاقة والتكنولوجيا باعتباره فرصة استراتيجية وليس فقط مسارًا بيئيًا.

وأوضح أمين عام الاتحاد، أنّ "الاحصائيات تشير بوضوح إلى أهمية رفع القيمة المضافة للصادرات العربية وتعزيز اندماج المنطقة في سلاسل القيمة بما يدعم القدرة التنافسية والتحول الصناعي نحو نماذج إنتاج أكثر استدامة. ولتحقيق ذلك يجب تطوير صناعات التحويل المرتبطة بالطاقة النظيفة (الهيدروجين الأخضر، المكونات الكهروضوئية، تخزين الطاقة والبطاريات). ودعم الابتكار الصناعي بحيث لا تكون مساهمة الدول العربية في السوق العالمي مجرد توريد مواد الطاقة أو الطاقة الخام، بل تقديم منتجات تدخل مباشرة في الصناعات النهائية.

ودعا الدكتور خالد حنفي إلى "بناء شراكات إنتاجية وتكنولوجية لدعم الاندماج في السلاسل الدولية، وذلك عبر بناء شراكات صناعية إقليمية ودولية تتجاوز نموذج التبادل التجاري التقليدي. من خلال إنشاء تحالفات إنتاج مشتركة بين الدول العربية في سلاسل القيمة الخضراء. والدخول في اتفاقيات تصنيع ونقل تكنولوجيا مع الشركات العالمية الكبرى. وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات المرتبطة بالطاقة المتجددة والتقنيات منخفضة الكربون. وبهذا يصبح الاندماج في السوق العالمية اندماجًا من موقع المنتج والمشارك، لا من موقع المستورد أو المتلقي".

ونوه إلى "أهمية تسريع الإصلاحات الاقتصادية واللوجستية لضمان البيئة الاستثمارية المناسبة، حيث أن تعزيز  التنافسية يعتمد على تحسين بيئة الأعمال ودعم التحول الصناعي، وهذا شرط أساسي للاندماج في سلاسل القيمة العالمية المرتبطة بالطاقة النظيفة والتكنولوجيا. وتشمل الإجراءات المطلوبة رقمنة الجمارك وإنشاء بورصات غير تلك التقليدية وزيادة كفاءة الموانئ وسلاسل الإمداد. وتبني سياسات صناعية خضراء وتسهيل تراخيص إنتاج وتوطين التكنولوجيا. وتوفير حوافز للاستثمارات في البحث والتطوير والاقتصاد الدائري".

وشدد الأمين العام على أنّه "مع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، لم تعد القدرة التنافسية تقاس فقط بتكلفة الإنتاج، بل بسرعة الحركة عبر سلاسل الإمداد وكفاءة البنية اللوجستية. فالدول التي تبني موانئ ذكية وتدير حركة التجارة بكفاءة هي التي ستقود تدفقات المنتجات الخضراء عالميًا. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من تطوير موانئ خضراء مزودة بمحطات شحن كهربائي ومحطات هيدروجين للتجهيز والتصدير، وذلك من خلال إنشاء تحالفات وموانئ محورية تربط الموانئ العربية مع الموانئ العالمية ولا سيما مع دول امريكا الجنوبية وعلى وجه الخصوص البرازيل التي تعد دولة محورية. وإنشاء مناطق لوجستية صناعية Free Zones مخصصة لتجميع وتصنيع معدات الطاقة المتجددة. وتبني أنظمة تتبع رقمي لحركة البضائع من المصدر إلى الوجهة، وكذلك ربط شبكات النقل العابرة للحدود لتسهيل التجارة البينية العربية. فضلا عن ربط الموانئ بالسكك الحديدية وممرات النقل الإقليمي، وتوحيد المواصفات والمعايير الفنية للمنتجات الخضراء بين الدول العربية".

وكشف الدكتور خالد حنفي عن أنّ التحول الرقمي سيخفض كلفة التجارة بما يتراوح بين 10–20% في المدى المتوسط، ويضاعف القدرة على المنافسة في الأسواق الكبرى. مبيّنا أنّ بناء شبكات تخزين ونقل قادرة على دعم الصناعات الخضراءسيحوّل المنطقة العربية من مصدر خام إلى مركز تصنيع وإعادة تصدير. وبالتالي فإنّ الموانئ الذكية، الربط الإقليمي، التحول الرقمي، وأدوات التخزين المتخصصة هي ما سيجعل المنطقة العربية لاعبًا رئيسيًا في سلاسل القيمة الخضراء خلال السنوات القادمة.

وطالب أمين عام الاتحاد الدكتور خالد حنفي بتأسيس "تكتل صناعي عربي للطاقة النظيفة" قائم على الإنتاج المشترك والتكامل في سلاسل القيمة، لا على المنافسة الفردية. معتبرا أنّ "العالم يتحرك بسرعة، وأي تأخير يعني فقدان الفرصة، فالتحوّل العالمي نحو الطاقة النظيفة يجري الآن، وسلاسل القيمة يعاد بناؤها بالفعل.ومن لا يدخل مبكرًا لن يجد مكانًا في السوق، بل سيتحول لمستورد دائم للتكنولوجيا بدل مشارك في إنتاجها.

المصدر (اتحاد الغرف العربية)

إحصل على اشتراك سنوي في مجلة العمران العربي

اشترك الآن